مدينة الرياض
    

عدوى السلوك الجمعي من يقود من





عدوى السلوك الجمعي.. من يقود من؟
في زمنٍ تتسارع فيه التأثيرات الرقمية وتعلو فيه أصوات المؤثرين على المنصات الاجتماعية، بدأت تتسلل إلى مجتمعاتنا ظاهرة سلوكية دقيقة وخطيرة تعرف باسم ( عدوى السلوك الجمعي ) 
وهي ظاهرة تستحق الوقوف أمامها بوعي وتأمل.
وتعتبر عدوى ( السلوك الجمعي ) نمط من أنماط التقليد اللاواعي، يحدث عندما يتبنى الأفراد سلوكًا أو رأيًا فقط لأنهم رأوه شائعًا بين الآخرين، وليس بالضرورة لأنه نابع من قناعة شخصية. 
هذا النوع من السلوك ينتشر بسرعة، خاصة في المجتمعات النشطة رقميًا، وقد تكون له انعكاسات واسعة على القرارات الفردية والمجتمعية 
و تظهر هذه العدوى في مجتمعنا عبر الاندفاع وراء ( الترندات ) و التقليد في ( المظهر والتجميل والمشتريات ) وغيرها .
وتساهم عدة عوامل في انتشار ( عدوى السلوك الجمعي) من خلال تأثير المشاهير والمؤثرين الذين أصبحوا مرجعاً للرأي والسلوك العام، وضعف التفكير النقدي وغياب التربية الإعلامية التي تساعد الفرد على التمييز بين مايراه و مايقتنع به .
عدوى السلوك الجمعي ليست ظاهرة سلبية في جوهرها فقط، بل قد تكون مؤشرًا خطيرًا على غياب الوعي وضعف الشخصية الداخلية لدى الفرد .
و علينا أن نساهم في حل هذه المشكلة و ذلك من خلال عدة نقاط وهي 
بناء وعي فردي مستقل بحيث يتعلم الفرد أن يسأل: لماذا أفعل هذا؟ هل يناسبني؟ هل يمثلني ؟ 
و تعزيز مهارات التفكير النقدي عبر الإعلام والتعليم، لننشئ جيلاً لا يتبع فقط بل يفكر ،، 
ودعم النماذج الواعية وذلك بإبراز دور المؤثرين الذين يطرحون محتوى يعزز التحليل لا التبعية .
( الإعلامية والمنتجة خديجة الوعل )
عدوى السلوك الجمعي من يقود من