مدينة الرياض
    

"الاتصال المؤسسي وسبل تطويره"




"الاتصال المؤسسي وسبل تطويره"
بقلم عبدالمحسن القطان

يُعد الاتصال المؤسسي أحد الركائز التي تقوم عليها المؤسسات الناجحة في العصر الحديث سواء كانت حكومية أو خاصة فهو الجسر الذي يربط المؤسسة بجمهورها الداخلي والخارجي ويُعزز من صورتها الذهنية ودعم استراتيجياتها التواصلية والتنظيمية في ظل تسارع وتيرة التطورات التقنية وتغيير أنماط الاتصال حيث بات من الضروري تطوير الاتصال المؤسسي بما يتماشى مع مُتطلبات المرحلة.
ويُمكننا تعريفه بأنه: "مجموعة من الأنشطة والاستراتيجيات التي تهدف إلى تنظيم تدفق المعلومات بين المؤسسة وجمهورها الداخلي والخارجي". ويتضمن الاتصال المؤسسي مجالات متعددة مثل: (العلاقات العامة، الاتصال التسويقي، الاتصال الداخلي، إدارة الأزمات، إضافة إلى التواصل الرقمي).
وتكمن عدة مهام للاتصال المؤسسي منها: تعزيز الصورة الذهنية للمؤسسة من خلال إيصال رسائل واضحة وإيجابية عن أهداف المؤسسة وإنجازاتها. ثانيًا: إدارة الأزمات حيث يلعب الاتصال دورًا محوريًا في التعامل مع الأزمات والتخفيف من أثرها على سمعة المؤسسة إضافة على دعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية من خلال تنسيق الجهود وتحسين تدفق المعلومات بين الإدارات.
وهنالك أمثلة تطبيقية على الاتصال المؤسسي الناجح منها: شركة أرامكو السعودية
حيث تعتمد أرامكو على شبكة داخلية قوية لنقل الأخبار والبيانات وتعزيز الشفافية داخل بيئة العمل، إلى جانب حملات إعلامية احترافية تعكس رؤيتها للعالم. شركة جوجل إذ تستخدم استراتيجيات اتصال مرنة وتشاركية تعتمد على الاجتماعات المفتوحة ومشاركة الأفكار من جميع المستويات، مما يعزز الابتكار والرضا الوظيفي. 
ولتطوير الاتصال المؤسسي أكثر من طريقه من خلال إعداد استراتيجية اتصال واضحة ومتكاملة حيث تشمل تحديد الأهداف، الفئات المستهدفة وأدوات التقييم. ثانيًا: التحول الرقمي في الاتصال من خلال استخدام المنصات الرقمية، الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات لتوجيه الرسائل بفعالية أكبر وقياس أثرها. إضافة إلى بناء علاقات استراتيجية مع الإعلام والجمهور عبر تنظيم المؤتمرات الصحفية، المشاركة المجتمعية، والرصد الإعلامي الفعال أخيرا الاهتمام بالهوية المؤسسية من خلال توحيد الرسائل والشعارات والقيم في جميع وسائل الاتصال لتقوية العلامة المؤسسية.
ختامًا إن الاتصال المؤسسي الناجح ليس مجرد عملية نقل معلومات، بل هو نظام متكامل يحتاج إلى بنية تحتية، واستراتيجية واضحة، ودعم إداري وتكنولوجي مستمر. وكلما أولت المؤسسات اهتمامًا أكبر لتحسين هذا الجانب، زادت فرصها في النجاح، والتوسع، وبناء علاقات متينة مع موظفيها وجمهورها.

"الاتصال المؤسسي وسبل تطويره"